سورة الكهف - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الكهف)


        


قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ} يا محمد أي: لقومك {مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ} يعني: المطر {فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرْضِ} خرج منه كل لون وزهرة {فَأَصْبَحَ} عن قريب {هَشِيمًا} يابسا قال ابن عباس وقال الضحاك: كسيرا والهشيم: ما يبس وتفتت من النباتات فأصبح هشيما {تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} قال ابن عباس: تثيره الرياح وقال أبو عبيدة: تفرقه. وقال القتيبي: تنسفه {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا} قادرا. {الْمَالُ وَالْبَنُونَ} التي يفتخر بها عتبة وأصحابه الأغنياء {زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ليست من زاد الآخرة.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: المال والبنون حرث الدنيا والأعمال الصالحة حرث الآخرة وقد يجمعها الله لأقوام.
{وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ} اختلفوا فيها فقال ابن عباس وعكرمة ومجاهد: هي قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. وقد روينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الكلام أربع كلمات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر».
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد الحنفي أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن الحيري أخبرنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل الهاشمي أنبأنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس».
أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار أنبأنا حميد بن زنجويه حدثنا عثمان عن أبي صالح حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «استكثروا من الباقيات الصالحات» قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: «الملة» قيل: وما هي يا رسول الله قال: «التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
وقال سعيد بن جبير ومسروق وإبراهيم: {الباقيات الصالحات} هي: الصلوات الخمس. ويروى هذا عن ابن عباس.
وعنه رواية أخرى: أنها الأعمال الصالحة وهو قول قتادة.
قوله تعالى: {خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا} أي جزاء المراد {وَخَيْرٌ أَمَلا} أي ما يأمله الإنسان.


قوله عز وجل: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ} قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: {تسير} بالتاء وفتح الياء {الجبال} رفع دليله: قوله تعالى: {وإذا الجبال سيرت} [التكوير- 3].
وقرأ الآخرون بالنون وكسر الياء {الجبال} نصب وتسيير الجبال: نقلها من مكان إلى مكان.
{وَتَرَى الأرْضَ بَارِزَةً} أي: ظاهرة ليس عليها شجر ولا جبل ولا نبات كما قال: {فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا} [طه- 107].
قال عطاء: هو بروز ما في باطنها من الموتى وغيرهم فترى باطن الأرض ظاهرا.
{وَحَشَرْنَاهُمْ} جميعا إلى الموقف والحساب {فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ} أي: نترك منهم {أَحَدًا}.


{وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا} أي صفا صفا فوجا فوجا لا أنهم صف واحد وقيل: قياما ثم يقال لهم يعني الكفار {لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} يعني أحياء وقيل: فرادى كما ذكر في سورة الأنعام وقيل: غرلا.
{بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا} يوم القيامة يقوله لمنكري البعث.
أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهب عن ابن طاووس عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين وراهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا».
أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان بن المغيرة بن النعمان حدثني سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنكم محشورون حفاة عراة غرلا» ثم قرأ {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين} [الأنبياء- 104] وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم وإن ناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم} إلى قوله: {العزيز الحكيم} [المائدة 117- 118].
أخبرنا أبو الحسن السرخسي أخبرنا زاهر بن أحمد السرخسي أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن المغلس ببغداد حدثنا هارون بن إسحاق الهمذاني أنبأنا أبو خالد الأحمر عن حاتم بن أبي صغير عن ابن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله كيف يحشر الناس يوم القيامة؟ قال: «عراة حفاة» قالت: قلت والنساء؟ قال: «والنساء» قالت: قلت يا رسول الله نستحي قال: «يا عائشة الأمر أشد من ذلك أن يهمهم أن ينظر بعضهم إلى بعض».

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10